Click on the image for a larger view*
كان يا مكان في قديم الزمان ومنذ ١٤٠٠ عام ويزيد..
كان هنالك فتى صغير يتيم يلعب مع أقرانه ...جاءُه مَلَك فشق عن صدره وأخرج من قلبه علقة وهي حظ الشيطان منه.
أصبح الفتى يافعا مدركاً كارهاً لم يصنع قومه فترك الدنيا وأخذ يتأمل في الكهف على قمة الجبل المطل على البيت العتيق..
نزل المَلَك مره أخرى ولكن هذه المره ليعطيه الرسالة... الرسالة المكلف بتبليغها للعالمين !
جن جنون الناس حينما علِموا بأمره ولقبوه بالمجنون الساحر...
وأعدوا له المكائد... فطلب من أنصاره أن يهاجروا إلى " يثرب " وهاجر هو كذلك إليها..
جاء إلى " يثرب " البسيطة المليئة بالنخيل من كل حدب وصوب وقام بتغيير اسمها الى " المدينة " و " طيبة" وعدة اسماء اخرى عُرفت بها...
ومن هذا الحدث العظيم أٌورخ التاريخ الاسلامي بهجرة الرسول | محمد | عليه الصلاة والسلام الى المدينة.
وكأول خطوة قام بها لإنشاء هذه المدينة هو الإخاء بين المهاجرين وأهلها ... حتى يعمروها يداً بيد ولكي يذيب أي طبقية بينهم و حتى لا يتفضل أهل البيت على الضيوف بإكرامهم !
فكل من على المدينة هو من أعزة أهلها...سواء أكنت من الحبشة أو أهل قريش أو من سبأ أو من أي مكان ...
ثم قام بالخطوة الثانية وهي العمارة...
فالعمارة على مر العصور وعلى كافة أزمنة الأنبياء وغيرهم هي من الشواهد التي تُخلد تلك القصص إلى واقع حي ملموس..العمارة هي كالكتب، ذاكرة التاريخ المرئية..
فأصبحت المدينة في كل شبر منها أثر وحكاية ،،، وفي كل بئر ونخل بركة من بركاته عليه الصلاة والسلام.
مع تعاقب السنين والسنين (للأسف) ازداد الجهل بين الأمم فأخذوا التبرك كعبادة ونسوا الأصل من ذلك الأثر مما أدى إلى قيام جهة من الغيورين على هذا الدين وبدون تروي بطمس كل أثر متبقي بحجة سد الفتن والشبهات
ولو أنهم أعقلوا عقولهم لوجدوا أن الطمس اخر الحلول !
ومع هذا الطمس جاء معه متزامنا الغزو الجديد و اسمه " التحمضر " وليس التحضر.
كانت نيته في بادئ كل ذي بدء حسنة هذا التحمضر وهو توسعة المسجد النبوي الشريف بما يخدم به مصلحة المسلمين. فجزى الله خيراً كل من شارك في توسعته والإحسان إليه و إلى المدينة النبوية..
ومنذ ذلك الحين أصبحت المدينة باكية...
لم تعد فيها أي ملامح للمدينة النبوية سوى القبة الخضراء وجبل أحد وشهدائه !
افتقدنا صوت العصافير الذي كان يتغنى في سماء المدينة و الحمام الذي يبدء حماسه مع أوائل ساعات الصباح !
افتقدنا رائحة النخيل الذي يتطيب بالمطر !
افتفدنا المدينة النبوية !
أرجوكم ..دعوا تلك الوحش تنهش في غير أرض المدينة... ولتكن العمارة بإعمار الأرض ونفع العباد دون المساس بنخلها و طيرها وتراثها وأهلها...
*مصطلح التحمضر..قد لا يكون في قاموس اللغة العربية لأن العربية بريئة منه ... ولكن هو مفتوح لمخيلتك الخصبة فتخيل الضرر والتحضر ومصطلح آخر مجموعين في كلمة واحدة !
الله يحفظ المدينة…جميلة جدا
ReplyDelete