Monday, November 5, 2018

2018 | غصّة



 |  إن جراحنا هي التشققات التي يدخل منها النور |   
 جلال الدين الرومي


"The wound is the place where the Light enters you"

 Rumi




قبل عدة سنوات
وعند بداية مُفترق الطرق احتارت!
فافترشت سجادتها وصلت صلاة الإستخارة
كانت في ذلك الوقت تظن أن صلاة الاستخارة هي المرشد ..وهي القدر ..وهي كل شيء !
بعدها ظهرت عدة علامات وتجاهلتها
فهي موقنة بالاستخارة فإما تيسير او تعسير
وتناست أنها مخيّرة
ظلت تُلِّح تلك العلامات أمامها جلية
ولأنها كانت قليلة الوعي ومزدحمة بأفكارها المترسبة الممتلئة بالخوف
لم تدرك أن تلك العلامات كانت لطف القدر الخفي لها ألا تخوض ذلك الطريق !
إلا أنها أوهمت نفسها بمجرد ما أن وضعت قدمها اليمنى في أول الطريق بأن هذه بركة الاستخارة بأن تبدأ!
رغم أن قلبها كان مُثقل ومستوحش من هذا الطريق
أصبحت الشدائد تنهال عليها إلا أنها أبت إلا أن تواصل رغم كل العلامات التي ظلت تلوح لها بأن تعود لأدراجها (لرشدها) !
مضت الأيام والشهور حتى أمست سنوات
وهي مازالت في نفس الطريق مُطمّئنة نفسها بأن هذا هو الطريق فلو كان غيره لكانت الاستخارة صرفتها عنه واختارت الاخر !
إلا أن ذلك الطريق الذي استنزف منها كل شيء
صحتها ،،، عمرها،،، ذاتها !
لم يكن هو طريقها ...
وما أن وصلت لمنتصفه حتى وجدت أن الطريق مسدود !
نهايته حافة وادي يستحيل عليها مواصلته
هنا عرفت ،،،
 هنا ظهرت كل العلامات في ذاكرتها ،،، كل الأصوات التي استحثتها على عدم المضي في ذلك الطريق ،،، كل الآلام التي اجتاحت جسدها قبل المضي في ذلك الطريق !

احتارت مره أخرى أتعود رغم أن طريق العودة سيستنزف سنوات أخرى أم أن تبقى في المنتصف !
إفترشت سجادتها مره أخرى ولكنها لم تستخير في تلك اللحظة
بل سألت الله أن يعفو عن جهلها وأن يهديها الصراط المستقيم !
و نوت .......
يارب إنك أنت السميع العليم

دانية موسى ٢٠١٨